القيادة شكل من اشكال السيطرة، والسيطرة اما تكون قمعية متسلطة، او قيادة ودودة يتفاعل فيها القائد مع من يقودهم، كما انها صورة من صور الشعور بالمقدرة والتقدم على الغير، الا ان القيادة عموماً صفة حميدة اذا كانت اهدافها الاحساس بالمسؤولية وخدمة من تقع عليهم القيادة.
وفي الطفل القيادي تبرز سمات القيادة بصورة بدائية متواضعة، فنرى الطفل القائد اول ما يمارس هذه الصفة على اخوته في المنزل حتى لو كان بعضهم اكبر منه سناً، كأن ينصب نفسه معلماً لهم فيجلسهم كالطلاب ويمارس عليهم دور المعلم، والطفل القيادي نراه يحاول المبادرة والسبق الى تلبية حاجات امه او ابيه من بقالة الحارة حيث يشعر بانه الاقدر والانسب على القيام بهذا الدور، هذا على الصعيد المنزلي، اما على صعيد الحي الذي يسكنه فتراه يترأس فريق كرة القدم ويمارس دور قائد اللعبة على اقرانه من اطفال الحارة، وفي المدرسة نراه يحاول طلب عرافة الصف، وقد ينجح في ذلك بانتزاع قناعة مربي صفه فيعينه فعلاً عريفاً للصف. وبنفس الوقت نراه نشيطاً مبادراً اذ يكون اول من يرفع يده للإجابة على سؤال ما يطرحه المدرس وغالباً ما يكون مقتدراً على الاجابة الصحيحة لأنه بممارسته اشكال القيادة هذه، يحرص على ان يكون اكثر تميزاً عن غيره حتى يحظى بثقة رفاقه ليستمر في قيادتهم وبقناعتهم. اما السيطرة القاسية فان الاطفال يرفضونها وقد يعبّرون وبشكل جماعي عن رفضهم للقيادة السلطوية التي يحاول الطفل او الرفيق القيادي ان يفرضها عليهم، ولكنهم يستجيبون للقيادة التي يرون فيها ان زميلهم هو اقدرهم، وانه حريص على ارضاء كافة الاطراف، وهناك صورة اخرى من صور القيادة عند الاطفال، وهي ان يكون طفل ما حلقة الوصل بين ادارة مدرسته وصفه لتلبية حاجاتهم من الادارة، كما انه اذا كان هنالك فريق للكشافة في المدرسة فنراه يبرز كقائد لرهط الكشافة وقد يكون مقنعاً لمعلمه من جهة ولأقرانه من جهة اخرى.
واذا عدنا الى كثير من قادة العالم السياسيين فأننا نقرأ في سيرتهم ادواراً قيادية مارسوها وهم صغار في منازلهم او في المدرسة او الجامعة..
اذن، فالميل الى القيادة والرغبة بها هي نزعة تبرز مبكراً لدى الطفل وتتطور في مراحل حياته، وعندما يشتد عوده، فلربما يكون هو المبادر للقيام بنشاط طلابي ما، كالاحتجاج على نقص الاحتياجات المدرسية او طريقة التدريس، ومن ثم القيام بنشاط سياسي كقيادة مظاهرة او اعتصام لتحقيق مطلب جماعي عام.
واذا احس الأهل بأن طفلهم بدأت تبرز لديه هذه المشاعر وممارساتها عملياً فعليهم الا يمنعوه، بل يراقبوا هذا النشاط، فاذا كان حميداً ولأغراض تفيد اقرانه، فعلى الاهل والمدرسين ان يشدوا على يده ويمنحوه الفرصة، فاذا اجاد واحسن في تصرفه القيادي فعلى الجميع من اهل ومدرسين تنمية هذه النزعة لديه، وليس بطريقة تفضيله على الغير، بل بقناعتهم بقدرته القيادية خصوصاً اذا اقترنت برضى وقبول زملائه واترابه، واذا كانت هذه الممارسة القيادية ليست تسلطية بل لخدمة زملائه وتنظيم افكارهم وتصرفاتهم سواء في ملعب كرة القدم، او تنظيف بيئة المدرسة او ممارسة الدور الكشفي.
ان النزوع الى القيادة لا يتوفر الا في الطفل الذي يحس بهذه الرغبة، وبمقدرة تفوق غيره على ممارسة هذا الدور، فاذا اجاده فعلينا التشجيع، وتنمية هذا النزوع، باعتبار القيادة فناً اجتماعياً لا يستطيع تحمل عبئه الا من نتوسم فيه القدرة على ذلك.
ومن المهم الاشارة الى انه على الاهل والمعلمين ان يُذكرّوا هذا «القائد الصغير» بأنه يجب ان يكون قدوة حسنة لرفاقه، فلا يتعالى عليهم، ولا يفرض قيادته عليهم بشكل فوقي، ومتغطرس، وان نفهمه بأن القيادة انما هي لخدمة زملائه وتحقيق اهدافهم المتواضعة التي يسعون اليها. وان يكون خلوقاً، متعاوناً، متفهماً لمشاعر المجموعة التي يقودها سواء كانت فريق كرة قدم، او كشافة، او رحلة مدرسية جماعية. وان مثل هؤلاء الاطفال يجب ان يحظوا بالرعاية والتشجيع دونما اطراء مفرط، لأن الاطراء المفرط يفسد ملكته للقيادة، فيتحول الى قائد قمعي، ويخسر هذا الدور. وعليه ان يتقبل النقد سواء من زملائه، او اهله او مدرسيه لأن النقد يصوّب الخطأ ويمنح الطفل القائد فرصة التفكير السليم في اسلوب قيادته ومعطياتها.
وفي الطفل القيادي تبرز سمات القيادة بصورة بدائية متواضعة، فنرى الطفل القائد اول ما يمارس هذه الصفة على اخوته في المنزل حتى لو كان بعضهم اكبر منه سناً، كأن ينصب نفسه معلماً لهم فيجلسهم كالطلاب ويمارس عليهم دور المعلم، والطفل القيادي نراه يحاول المبادرة والسبق الى تلبية حاجات امه او ابيه من بقالة الحارة حيث يشعر بانه الاقدر والانسب على القيام بهذا الدور، هذا على الصعيد المنزلي، اما على صعيد الحي الذي يسكنه فتراه يترأس فريق كرة القدم ويمارس دور قائد اللعبة على اقرانه من اطفال الحارة، وفي المدرسة نراه يحاول طلب عرافة الصف، وقد ينجح في ذلك بانتزاع قناعة مربي صفه فيعينه فعلاً عريفاً للصف. وبنفس الوقت نراه نشيطاً مبادراً اذ يكون اول من يرفع يده للإجابة على سؤال ما يطرحه المدرس وغالباً ما يكون مقتدراً على الاجابة الصحيحة لأنه بممارسته اشكال القيادة هذه، يحرص على ان يكون اكثر تميزاً عن غيره حتى يحظى بثقة رفاقه ليستمر في قيادتهم وبقناعتهم. اما السيطرة القاسية فان الاطفال يرفضونها وقد يعبّرون وبشكل جماعي عن رفضهم للقيادة السلطوية التي يحاول الطفل او الرفيق القيادي ان يفرضها عليهم، ولكنهم يستجيبون للقيادة التي يرون فيها ان زميلهم هو اقدرهم، وانه حريص على ارضاء كافة الاطراف، وهناك صورة اخرى من صور القيادة عند الاطفال، وهي ان يكون طفل ما حلقة الوصل بين ادارة مدرسته وصفه لتلبية حاجاتهم من الادارة، كما انه اذا كان هنالك فريق للكشافة في المدرسة فنراه يبرز كقائد لرهط الكشافة وقد يكون مقنعاً لمعلمه من جهة ولأقرانه من جهة اخرى.
واذا عدنا الى كثير من قادة العالم السياسيين فأننا نقرأ في سيرتهم ادواراً قيادية مارسوها وهم صغار في منازلهم او في المدرسة او الجامعة..
اذن، فالميل الى القيادة والرغبة بها هي نزعة تبرز مبكراً لدى الطفل وتتطور في مراحل حياته، وعندما يشتد عوده، فلربما يكون هو المبادر للقيام بنشاط طلابي ما، كالاحتجاج على نقص الاحتياجات المدرسية او طريقة التدريس، ومن ثم القيام بنشاط سياسي كقيادة مظاهرة او اعتصام لتحقيق مطلب جماعي عام.
واذا احس الأهل بأن طفلهم بدأت تبرز لديه هذه المشاعر وممارساتها عملياً فعليهم الا يمنعوه، بل يراقبوا هذا النشاط، فاذا كان حميداً ولأغراض تفيد اقرانه، فعلى الاهل والمدرسين ان يشدوا على يده ويمنحوه الفرصة، فاذا اجاد واحسن في تصرفه القيادي فعلى الجميع من اهل ومدرسين تنمية هذه النزعة لديه، وليس بطريقة تفضيله على الغير، بل بقناعتهم بقدرته القيادية خصوصاً اذا اقترنت برضى وقبول زملائه واترابه، واذا كانت هذه الممارسة القيادية ليست تسلطية بل لخدمة زملائه وتنظيم افكارهم وتصرفاتهم سواء في ملعب كرة القدم، او تنظيف بيئة المدرسة او ممارسة الدور الكشفي.
ان النزوع الى القيادة لا يتوفر الا في الطفل الذي يحس بهذه الرغبة، وبمقدرة تفوق غيره على ممارسة هذا الدور، فاذا اجاده فعلينا التشجيع، وتنمية هذا النزوع، باعتبار القيادة فناً اجتماعياً لا يستطيع تحمل عبئه الا من نتوسم فيه القدرة على ذلك.
ومن المهم الاشارة الى انه على الاهل والمعلمين ان يُذكرّوا هذا «القائد الصغير» بأنه يجب ان يكون قدوة حسنة لرفاقه، فلا يتعالى عليهم، ولا يفرض قيادته عليهم بشكل فوقي، ومتغطرس، وان نفهمه بأن القيادة انما هي لخدمة زملائه وتحقيق اهدافهم المتواضعة التي يسعون اليها. وان يكون خلوقاً، متعاوناً، متفهماً لمشاعر المجموعة التي يقودها سواء كانت فريق كرة قدم، او كشافة، او رحلة مدرسية جماعية. وان مثل هؤلاء الاطفال يجب ان يحظوا بالرعاية والتشجيع دونما اطراء مفرط، لأن الاطراء المفرط يفسد ملكته للقيادة، فيتحول الى قائد قمعي، ويخسر هذا الدور. وعليه ان يتقبل النقد سواء من زملائه، او اهله او مدرسيه لأن النقد يصوّب الخطأ ويمنح الطفل القائد فرصة التفكير السليم في اسلوب قيادته ومعطياتها.
جريدة الدستور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق